-->

صوت أنثوى رقيق

صوت أنثوى رقيق
     الخجل؛ هو أول شعور إنتابه حين سمع على الطرف الآخر من الهاتف صوت أنثوى رقيق، هذا قبل ان يعرف انه تسجيل مسبق آلى. بعده مباشرة جاء الإستياء البالغ حين أخبره -الصوت- عن تكلفة المكالمة والخدمة؟!..

    صوت أنثوى رقيق


     أمس علم من زملائه بالدار بأمر هذه الخدمة، شعر كما لو كانت موجهة له خصيصا وأزعجه هذا جدا أول الأمر. لكن حين فكر فى موضوع هذه الخدمة فى المرحلة التى تسبق النوم، وجد انه ليس سيئا كما بدا له فى البداية..

    الآن وهو يضع خياراته عبر الضغط على أرقام الهاتف، أحس بالسخف من هذا كله لكن بحسبة سريعة أيقن بمقدار الخسارة المالية التى ستصيبه؛ ان هو أنهى المكالمة قبل ان ت......

    قطع أفكاره الصوت الأنثوى الرقيق، الذى أحبه فور سماعه، يخيره بين عدة أصوات لرجال وسيدات مختلفين. أختار صوت فتاة شابة، يذكره بلحظات مبهمة من حياته.. لحظات مضت  وان كانت بقايا منها عالقة فى زوايا منسية فى عقله.

     آى كان فقد كان تذكر هذه اللحظات ولو بشكل عابر؛ يضفى عليه بهجة مفقودة من زمن. ..مؤخرا بدأ يتذكرهذه الومضات عامدا.

    صوت أنثوى رقيق


    فى اليوم المحدد، قام البرنامج المعد مسبقا وفق إختيارات الرجل بإجراء إتصال هاتفى -مدفوع الأجر مسبقا- للشيخ، لتهنئته -بصوت رقيق- بعيد ميلاده التسعين. لكن الرجل كان قد مات ليلتها وعلى وجهه ابتسامة قلما رآها من عرفوه فى الأعوام الثلاثين الماضية.


    ــــــــــــــــــــــــــ
    حازم سويلم
    5/6/2010


    حازم سويلم
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع شاى بلبن .

    إرسال تعليق